الاثنين، 20 أكتوبر 2014

عشر حقائق يجب ان يعرفها مدمنى المخدرات


مكافحة المخدرات

هناك مجموعة تحديات وتغيرات هامة حدثت فى واقع المجتمع المحلى تتطلب إحداث نقلة نوعية فى الفكر التوعوى الموجه ضد ظاهرة المخدرات حيث انها باتت متغيرة بل وباتت جزء من ثقافة الجنوح التى تتصف بها فئة الشباب عالميا ومحليا الناس تتجه من المخدرات الثقيلة نحو المخدرات متوسطة الثقل وللأسف المعدلات تشهد تزايدا ملحوظا لتعاطى المزيد من المخدرات التى يتوقعون انها غير قاتلة ومن جهة أخرى تشير مؤشرات قياس التوعية فى مجتمعنا الى انخفاض أثرها فى الاقبال على المخدرات وحينها تم اخضاع العديد من المحاضرات والنشرات التوعوية والنماذج المطبقة محليا للتقييم تبين النقص الحاد فى جودة المحتوى وعدم
مسايرته لطبيعة التحولات المعاصرة سواء فى طبيعة الظاهرة او المعاصرة لطبيعة التغيرات الاجتماعية

علماء الاجتماع بصفتهم متخصصون فى دراسة طبيعة الظواهر الاجتماعية تبرز دراساتهم المحلية حدت التغيرات الراهنة التى تؤدى الى بروز العديد من المشكلات الاجتماعية ودراساتهم المحلية حدت التغيرات الراهنة التى تؤدى الى بروز العديد من المشكلات الاجتماعية ومنها الطلاق والانحراف والجريمة والفقر

وتشير الدراسات بشكل مخيف الى تزايد معدلات البطالة والفشل الاسري والامراض المزمنة بسب تزايد تعاطى المخدرات التوعية الموجهة لمكافحة المخدرات مفهوم واسع له اسسه ومنظرياته وممارستة كعمل يحتاج الى فقه بأصول مهنة علاج الادمان وإدراك اخلاقيات العمل والاهم من ذلك الرؤية الواضحة لمخطط مواجهة ظاهرة تعاطى المخدرات وادمان المواد ذات التأثير العقلى , والعمل الصحيح فى هذا المجال يعتم على :


- معرفة الموضوع
- تحديد الهدف
- استخدام المنهجية الصحيحة  لتحقيق الاهداف

عشر حقائق يجب ان يعرفها مدمنى المخدرات


1- اكثر المراهقين يموتون من الادمان على المخدرات والتى رؤوها فى بداية الامر تجربة او اعتبروها عادة سيئة وليست خطرة
2- فى عام 2013 لوحظ استخدام المارجوانا بشكل اكبر ثلاث مرات تقريبا عن تدخين السجائر العادية
3- اكثر من 60 % من كبار السن يدخون الحشيش والمارجوانا ويرون انها غير ضارة بالمرة رغم تأكيد الاطباء على ان المادة الفعالة للمرجوانا   - مادة التترا هيدرو كنابينول THC  - تسبب الادمان وتؤثر على وظائف المخ
4- اكدت بعض الابحاث بجامعة "ميريلاند" الأمريكية ان تدخين المارجوانا تسبب الفصام وبعض الامراض النفسية الخطيرة
5- اكدت اخر الابحاث ان 29 % من المراهقين يستهلكون الكحول و15% السجائر و16% تدخين الحشيش والمارجوانا
6- المخدرات تسبب اضطرابات نفسية تتحول سريعا لحالة من الاكتئاب والفصام واخيرا الانتحار
7- تؤثر المخدرات سلبًا في العلاقات العائلية والاداءالمدرسي والانشطة الترفيهية.
8- قد يواجه مدمنى المخدرات أعراض الإنسحاب عندما يتوقفون عن تعاطيها. أما بالنسبة للمستخدمين العاديين فقد يطور جسمهم تعودًا على المخدر ولذلك تزداد حاجتهم إليه ليشعروا بالتأثير نفسه.
9- ما لا يعلمه الكثير من مدمنى المخدرات انها تؤثر سلبا على الجهاز التنفسى والذى يتطور لمرض سرطانى
10 - المخدرات تتعلق بفئة الأمراض النفسية والتى يطلق عليها "بمتلازمة نقص الدافع" ومنها :

- اللامبالاة لمجريات الحياة للشخص المدمن ومن يحيطون به.
- عدم الرغبة في العمل.
- الإرهاق والتعب.
- عدم الاكتراث بالمظهر.
- ضعف التحصيل والآداء الدراسي.

العلاج من المخدرات 

خصائص الادمان على المخدرات

http://www.drugs-treatments.net/2014/10/Addiction-among-young-people.html

التصور الشائع للادمان عند الشباب :


الادمان مرض نفسى مزمن متفاقم وقابل لللانتكاسة ولكن يمكن محاصرته بالعلاج الدوائى والروحانى وجلسات العلاج الجماعى ويحتاج الى فترة طويلة من العلاج وجهود متواصلة من الفريق العلاجى لمساعدة المريض

خصائص الادمان على المخدرات :


- اللهفة او الاشتياق وهى فكرة كالوسواس تظل مسيطرة على المدمن حتى يندفع فى طريقه للحصول على المخدرات بأية وسيلة

- الميل الى زيادة الجرعة باستمرار للحصول على اللذة المعروفة عند المدمن وهى تسمى ظاهرة التحمل او الاطاقة

- حدوث أعراض الانسحاب عقب التوقف عن التعاطى لمدة تتراوح بين اثنى عشرة ساعة وستة وثلاثين ساعة - وهى اعراض جسيمة ونفسية

- استمرار التعاطى رغم الخسائر المتفاقمة للمدمن وعائلته

- محاولات فاشلة للتوقف رغم إدعاء المدمن لرغبته فى التوقف

الاسباب التى تؤدى الى الادمان 


- لاشك ان اصدقاء السوء هم اهم سبب لبداية الادمان عندى وايضا هناك الرغبة فى التجريب والمغامرة فعالم الادمان والمخدرات مثير كان يكسر لدى الملل.

-وربما أيضا رخص أسعار المخدرات كان لها دور هام مع ملاحظة ان مصروفى الشخصى كان كبيرا بالاضافة الى التدليل من اسرتى والرفاهية التى كنت اعيش فيها

- الافكار الخاطئة لدى المدمن - حتى قبل إدمانه مثل يجب ان اكون سعيدا دائما  انا افضل واحد او يجب ان اكون افضل واحد فى اصحابى او فى اسرتى يجب ان اعيش الحياة بشروطى انا وبدماغى انا

-السلوكيات الادمانية المبكرة مثل الافراط فى اللهو والانفاق والسهر والاحساس الزائد بالنفس - النرجسية الزائفة

- افتقاد الدعم الاسرى والاجتماعى والروحانى

- افتقاد للقدرات الشخصية والنفسية للتعامل مع ظروف الحياة المختلفة والمشكلات الشخصية والاسرية

عيوب المدمن الشخصية


لا شك ان عيوب المدمن الشخصية كثيرة فالمدمن ذاتى جدا وعنيد وغضوب ومندفع وله صفات اخرى كثيرة سيئة  ولكنه عبر برنامجه العلاجى يستطيع ان يتعرف على هذه الصفات السيئة لديه

ويتفهمها ثم يبذل قصارى جهده للتخلص منها فإن استطاع التخلص منها بمساعدة الفريق العلاجى ففرصته فى التعافى كبيرة وإن لم يستطع وظلت هذه الصفات لديه بعد برنامجه العلاجى
فاحتملات انتكاسته عالية جدا

دور الاسرة فى حماية ابنائها من الادمان


لاريب انه كلما كانت الاسرة ضامة حانية على افرادها غير طاردة لهم - اى اسرة متماسكة مرنة تسمح لافرادها بالتعبير عن انفسهم دون خوف كان لذلك مردود طيب على افرادها ويصب فى خانة الصحة النفسية لهم وعلى النقيض
اذا كانت الاسرة مفككة بسبب الطلاق او الانفصال الواقعى بين الابوين كلما كان ذلك ضاغطا على افرادها طاردا لهم بحثا عن شلة مناسبة وانتماء اخر وكذلك الاسرة القاسية او المحافظة تدفع ابناءها احيانا الى التمرد والبحث عن البديل

ادمان المخدرات واصدقاء السوء


لاشك ان الاسرة هى المناخ الاول لتكوين شخصية الافراد ونوعية العلاقات ودرجة التماسك داخلها ولها كذلك دور كبير فى تكوين افرادها ولكن لايجب ان يكون هذا مبررا للادمان

فمن اشهر التبريرات المعروفة عند المدمنين واهلهم "انا ادمنت بسبب اصدقاء السوء" ويعتبر هذا التبرير المشهور فاشلا حيث انه لا يوجد من يرغم احد على استمراره التعاطى.

فقد يغرى احد الاصدقاء الاخر بالتجريب ولكنه بالتأكيد لا يستطيع إجباره على الاستمرار كما لابد ان تدرك الاسرة ان ترك اولادها لاصحاب السوء خطر سيعجزون عن محاربته واخيرا يلجئون الى مصحات علاج الادمان التى طالما شهدت فئات كثيرة كان الاهل هم السبب الحقيقى وراء ادمان ابناءهم .



 References

 references-for-painkillers-fuel-growth-in-drug-addiction

https://www.crimesolutions.gov/ref_drugs.aspx

http://www.aboregela.com/

الأحد، 3 أغسطس 2014

ادمان المخدرات والاسرة

لم يَلقَ مدمن المخدرات خلال الفترة السابقة العناية الكافية من كافة الجهات المختصة بمُكافحة المخدرات، ففي السابق كان يُنظر إلى المتعاطي كإنسان لا إرادة له استدرجه أصدقاء السوء وأعوانه حتى جعَلوه يُدمنها، فلما أنفق كل ما يَملكه عليها تحوَّل إلى مُروِّج لها يغرر بالناس كما غُرر به، كما اتَّجهت أصابع الاتهام إلى أصدقاء السوء، وهذا ليس صحيحًا إلا في حالات قليلة للغاية، أما في الغالبية العُظمى من الحالات فإن تعاطي المخدرات وما تبعه من إدمان كان عملاً واعيًا أقدم عليه الشخص عن علم واختيار، وبإرادة كاملة لا ينتقص منها أن يكون قد تأثَّر بعوامل نفسية أو اجتماعية.

ونتيجة لهذه النظرة الضيِّقة إلى مكافَحة المخدرات وجَّهت الحكومات ومؤسساتها على اختلافها كل اهتمامها إلى الأشخاص الذين يَجلبون المخدرات، والذين يتاجرون فيها فشَدَّدت عقوباتهم المرَّة تلو المرة؛ لعل ذلك يُثنيهم عن جلبها والاتجار فيها، ولم تنسَ المتعاطي والمدمن، فشدَّدت العقوبة المنصوص عليها في القانون بالنسبة لهما أيضًا كي يُفيقا ولا يدعا هؤلاء وأولئك يخدعونهما أو يُغرِّرون بهما.

وهكذا خدعت الحكومات وأخطأت؛ حيث أدركَت أن تشديد العقوبات، سواء بالنسبة للجالبين والمهربين والتجار، أو بالنسبة للمتعاطين والمدمنين لا يَكفى بذاته لمنع الفريق الأول من جلب المخدرات والاتجار فيها، ولا لصرف نظر الفريق الثاني وهم المدمنون والمتعاطون عن تعاطيها وإدمانها.
وبالنسبة للفريق الأول فقد سبَق أن أُجريت دراسة إحصائية تحليلية لجرائم جلب المخدرات والاتجار فيها قبل تشديد العقوبات وبعد تشديدها، الأمر الذي دلَّ على أن تشديد العقوبات لا يكفي وحده لمنع الجلب والاتجار فيها، أو حتى للحدِّ منهما، وإنما يجب – فضلاً عن ذلك – منع الطلب على المخدرات أو خفضه إلى أدنى حد ممكن، ذلك أنه طالَما وجد المُهرِّبون والتجار أن المخدرات تعود عليهم بأرباح ضخمة لا تُدرِّها أي تِجارة أخرى فإنهم لن يَنصرِفوا عنها مهما كانت المخاطِر التي تَكتنفها والتي يظنون دائمًا أنهم قادرون على تجنبها والتغلب عليها، من ذلك أن سعر الكيلوجرام من الأفيون في البلاد المُنتجة لا يزيد على عشرة دولارات بينما هو في البلاد المُستهلِكة عشرة آلاف دولار، وفى صناعة الكوكايين يعود توظيف مائة دولار على صاحبها بفوائد تُقدَّر بحوالي مائة ألف دولار!
وهنا يأتي دور الفريق الثاني – أي: المتعاطين والمدمنين – فهم الذين يَشترون المخدرات بالأسعار التي يحدِّدها التجار ومِن قبلهم المهربون والجالبون فيُحقِّقون لهم الأرباح الطائلة التي تُشجِّعهم على الاستمرار في هذه التجارة، وهو ما رأت الحكومات أن تشديد العقوبة من شأنه أن يَجعلهم يُفيقون فيَنصرِفون عنها ويَكفُّون عن شرائها، ونسيَت أن هذا إن صحَّ بالنسبة لمن يتعاطون المُخدِّرات التي لا تَحدُث إدمانًا فإنه لا يصحُّ بالنسبة للمخدرات التي يؤدي تعاطيها إلى الإدمان، والذين لن تُخيفهم العقوبة مهما كانت شديدة؛ لأن حالة الإدمان تجعلهم يستخفون بكل شيء، وبالتالي فإن الطلب سيَبقى وسيقوم التجار بتلبيته مهما كانت المخاطر التي سيُعوِّضونها برفع الأسعار، وهم على ثِقة من أن المدمنين لن يَستطيعوا التوقُّف عن الشراء، وإنما سيَبذلون أقصى ما في وسعهم من الجهد للحصول على المال اللازم للشراء، أما إذا افترضنا عجز التجار عن توفير “الصنف” فإن ذلك لن يجعل المدمن يتوقَّف، بل سيعمل من جانبه للحصول على البديل الذي قد يكون أشد ضررًا من النوع الذي أدمَنه.
ونتيجة للاعتماد على العقوبات الشديدة في مواجَهة المخدرات وطبقًا لما هو حادث حاليًا أصبحت المسؤولية عن مكافحتها مُلقاة على عاتق الشرطة والقضاء والسجون، فالشرطة تلاحق وتَقبِض على الجالبين والمهربين والتجار والمتعاطين والمدمنين لتُقدِّمهم للقضاء الذي يوقع عليهم العقوبات المنصوص عليها في القانون إذا أدينوا، فيودعون بالسجون ليقضوا بها عقوباتهم.
ولعلَّ عدم ظهور آراء مُبتكَرة ومواقف غير تقليدية من مشكلة المخدرات يرجع إلى هذا الوضع غير العملي الناشئ عن اعتقاد المشرِّع أن الأمر لا يحتاج إلى أكثر من الجهود الشرطية المستمرة والأحكام القضائية السريعة والقاسية، وبالتالي لم يكن غريبًا أن تُكلَّل جهودهم في الغالب بالفَشل الذي كشفَت عنه الزيادة المُستمرة في جرائم المُخدرات من كل الأنواع وزيادة أكبر في الكميات التي يتمُّ ضبطُها كما سيتَّضح من دراساتنا اللاحِقة والتي تُقدِّرها الأمم المتحدة أنها تساوي 10% من الكمية الإجمالية التي يَجري تهريبها إلى داخل الدولة.
إضافةً إلى ذلك كانت هناك جهود إضافية ومُكمِّلة بُذلت على هامش المكافحة (الشرطية / القضائية)؛ مثل الوعظ من جانب بعض رجال الدين في المساجد وغيرها من أماكن الصلاة، والنصح والإرشاد من جانب بعض الأطباء والباحثين في مجال المخدرات في الإذاعة والتلفاز، فضلاً عن المؤتمرات والندوات وورش العمل، وكما تلاحظ فإن هذه الأنشطة كلها موجَّهة إلى الجميع مُدمنين وغير مدمنين، كما أنه يَعيبها السطحية الشديدة الناشئة عن أن الذين قاموا بها كانوا – ولا يزالون – على ثقة من أن شيئًا جادًّا لن يتحقَّق، والأمر في حقيقته لا يزيد عن أن يكون عملاً إجرائيًّا نتيجة الفشل المستمر في الحد من الإدمان والتعاطي.

بداية الاهتمام بــ علاج الادمان :

على الرغم من أن تعاطى المخدرات هو من المشكلات القديمة في عالمنا العربي فإن التفكير في علاج الإدمان من المخدرات لم يظهر عندنا إلا بعد أن قرَّر المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة عام 1958 أن يدعو إلى عقد مؤتمر لإقرار اتفاقية وحيدة للمخدرات، من أجل استبدالها بالمعاهدات المتعدِّدة الأطراف التي كانت قائمة في ذلك الوقت، الذي أصدر عدة قرارات من بينها القرار الثاني الخاص بعلاج الإدمان من المخدرات والذي كان نصه: “إن المؤتمر إذ يشير إلى أحكام المادة 38 من الاتفاقية المتعلقة بمعالجة مُدمني المخدرات وتأهيلهم:
• يعلن أن معالجة المدمنين في المستشفيات في جو خال من المخدرات هو من أنجح وسائل المعالجة.
• يحث الدول الأطراف التي يشكل فيها إدمان المخدرات مشكلة خطيرة على توفير هذه المَرافق، فيما لو سَمحت مواردها الاقتصادية بذلك”.
كذلك أجاز البروتوكول الصادر في 25 مارس 1972 المُعدل للاتفاقية الوحيدة للمخدرات لسنة 1961 للدول الأطراف أن تَستبدِل العقوبة التي نصَّ عليها القانون بالنسبة لمتعاطي المخدرات بتدابير تُخضعه لإجراءات العلاج والتعليم والتأهيل والرعاية الاجتماعية (المادة 14)، كما جاء في المادة (15) أن على الدول الأطراف أن تهتمَّ باتخاذ الإجراءات اللازمة للوقاية من سوء استخدام العقاقير المخدِّرة، وأن تعمل على علاج المدمنين وإعادة تأهيلهم مهنيًّا واجتماعيًّا حتى يعودوا للمجتمع أفرادًا صالحين قادِرين على العطاء.
وهكذا يكون البروتوكول قد أكَّد أن الجهود لا يجب أن تَقتصِر فقط على التأثير في عَرض المواد المُخدِّرة، بل يجب أن يؤثر والقدر نفسه في الطلب عليها.
وهو نفس ما حرصت عليه اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الاتجار غير المشروع في المخدرات والمؤثِّرات العقلية؛ حيث أجازت للدول الأطراف أن تطبِّق على المتعاطي – بدلاً من العقوبة – تدابير أخرى؛ مثل العلاج من المخدرات، أو الرعاية اللاحقة، أو إعادة التأهيل بهدف إعادة دمجه في المجتمع (المادة الثالثة فقرة رقم 3 – ب، ج، د).
وعلى المستوى العربي صدرَت الاتفاقية العربية لمُكافحة الاتجار غير المشروع بالمُخدرات والمؤثِّرات العقلية سنة 1994، وقد جاء بالمادة الثانية منها فقرة 3 – ج أنه يجوز بالنسبة للمتعاطين استِبدال العقوبات بتدابير أخرى مثل التوعية والعلاج وإعادة التأهيل وإدماجهم في المجتمع والرعاية اللاحقة لهم.
وبتوقيع الدول العربية على الاتفاقيات والبرتوكولات الخاصة بالمُخدرات والمؤثِّرات العقلية بدا اهتمامها بتطبيقها وخاصةً فيما يتعلَّق بمعاملة المدمنين وعلاجهم.

شَملت الدراسة سبعة فصول كالتالي:

الفصل الأول: التعريف بالمخدرات، والتي أوضحَت في إيجاز أنها هي كل مادة طبيعية أو مُستحضَرة في المعامل مِن شأنها إذا استخدمت في غير الأغراض الطبية أو الصناعية أن تُؤدي بالفرد إلى فقدان كلي أو جزئي للإدراك بصِفة مؤقَّتة وهذا الفُقدان الكلي أو الجُزئي تكون درجته بحسب نوع المخدِّر وبحسب الكمية المُتعاطاة.
ومن أشهر أنواع المخدرات:
• الكحوليات.
• الحشيش (القنب).
• الأفيون.
• المورفين.
• الهيروين.
• الأمفيتامينات (المنشطات).
• الكوكايين.
• القات.
ثم عرَّفت الدراسة الإدمان، والتعاطي، ومراحِل الإدمان، وتطرَّقت الدراسة إلى تصنيف المخدرات بحسب:
• تأثيرها.
• طريقة الإنتاج (طبيعية أو تخليقية).
• بحسب الاعتماد (الإدمان النفسي والعضوي).
• بحسب اللون.
• تصنيف منظَّمة الصحة العالمية.
• بحسب التركيب الكيمائي.
ثم تطرَّقت الدراسة إلى العوامل المرتبطة بتعاطي المخدرات، ثم أهم الآثار المُرتبطة بتعاطي المخدرات.
الفصل الثاني: من الدراسة تحدَّث عن التعاطي وإضراره وتضمَّنت العوامل المؤدية إلى تعاطي المخدرات:
• العوامل الشخصية.
• عوامل البيئة الاجتماعية المحيطة.
ثم آثار المخدرات على المجتمع:
• من الناحية القانونية.
• من الناحية الاقتصادية.
• من الناحية الاجتماعية.
ثم آثار الإدمان على الفرد والأسرة والمجتمع.
الفصل الثالث: من الدراسة عن المكافحة وتداعيات الاتجار غير المشروع، وتحدَّث الفصل عن عدة نقاط أهمها:
• الكشف عن أماكن الزراعة والاتجار (الإنتاج).
• أنماط الاستهلاك.
• أسلوب التهريب ووسائله.
• مجال المكافحة والتصدي.
ثم تحدَّثت الدراسة عن التداعيات الناجمة عن الإدمان من ناحية:
• التداعيات الاجتماعية لإدمان المخدرات.
• التداعيات الاقتصادية لإدمان المخدرات.
• التداعيات الأمنية لإدمان المُخدِّرات.
الفصل الرابع: وتحدَّث عن علاج الإدمان بدءًا من:
• تدابير العلاج.
• وسائل التأهيل وإعادة الاندماج الاجتماعي.
• العوامل التي تؤثِّر على مُحصلة العلاج.
• العوامل المهمَّة والصعوبات المتوقَّعة في العلاج وإعادة التأهيل.
• الدراسة التفصيليَّة لأماكن الرعاية.
• وسائل العلاج الطبيعي ومُعالَجة مدمني المخدرات.
الفصل الخامس: عن الدولة وبُيوت تأهيل المدمنين والتي ظهَر منها توفُّر مراكز الدعاية داخل الدولة في جهات:
• وزارة الصحة.
• وزارة الخدمة الاجتماعية (الشؤون الاجتماعية).
• وزارة الداخلية.
وبالنسبة للمُدمنين الأثرياء توجد مَصحَّات كثيرة كبيرة وفاخِرة لا تقل عن الفنادق من فئة خمس نجوم وتقع في مناطق هادئة في مصر؛ كحلوان، والمعادي، والمهندسين، وطريق مصر الإسماعيلية الصحراوي، وهي تتقاضى مبالغ ضخمة مُقابل إقامة المدمن وعلاجه وإعادة تأهيله، غير أنه يَندر أن يتخلَّص أحد من زبائنها من الإدمان!
أما اليمن فإنها – بالنظر إلى أوضاعها الاقتصادية غير المواتية – لم تتمكَّن من إنشاء مصحات خاصة لعلاج المدمنين، واكتفَت بفتح أقسام ألحقتْها بالمستشفيات الحكومية يتردد عليها عدد قليل مِن مدمني القات الذين تحالَف ضدهم الإدمان والأمراض على اختلافها وكبر السن وهكذا الوضع في باقي الدول العربية.
وهنا نوضِّح عقب هذا العرض أن مَصحات علاج المدمنين تتوزع بين:
• المصحات الحكومية.
• المصحات الخاصة، وهي في الأعمِّ مثل المستشفيات الخاصة.
• المصحات التابعة لمُنظَّمات المجتمع المدني.
ولكلٍّ من هذه الفروع من المزايا ونقاط الضعف التي تواجِه مسيرة عملها؛ مثل تخوف المدمنين وأسرهم من اللجوء إلى المصحات الحكومية خوفًا من التسجيل لدى الأجهزة الأمنية، وما يتبَّعها من تتبُّع ومُراقبة وربما الحجز.
هذا بخلاف ما توليه الأسرة حاليًا من تركيز جهودها عن طريق المحاضِن الأسرية في معالجة الشخص المدمن لديها؛ وذلك بهدف:
• تجنُّب محاسبة المدمن من طرَف سلطات الدولة.
• تركيز جهود المعالَجة بهدف ضمان الشفاء.
• مُتابعة فورية للمدمن؛ بحيث تُحقِّق تجنُّب المعاناة والقرب منه بهدف المتابعة أولاً بأول، وعدم انفلات وهروب المدمن من العلاج؛ حيث ظهرت مؤخَّرًا المحاضن الأسرية، والتي في الغالب تُعدُّها الأسر الميسورة الحال لعلاجها فرد الأسرة المدمن.
كما أنها:
تساعد على الحفاظ على مستقبل المدمنين أمام أعيُن ذويهم من ناحية:
1- تكثيف الجهود لمُحاوَلة إعادتهم إلى حياتهم الطبيعية وتَمام شفائهم.
2- إحكام القبضة على تصرُّفاتهم وإبعادهم عن السلوك الإجرامي الذي قد يَنجرِفون إليه مع أصدقائهم وزملائهم.
3- الحفاظ عليهم، خاصة وأنهم يَرفضون – وبقوة – العمل حتى الشريف منه رغم إتاحته لهم وحصول البعض منهم على مؤهلات عُليا بفضل مؤازرة أهاليهم.
ثم تحدَّث الفصل عن بيوت التأهيل والبرنامج العلاجي، ودور الأسرة في البرنامج العلاجي وبرنامج الرعاية المكوَّن من الـ 12 خطوة.
الفصل السادس: عن الأسرة وتأهيل المدمنين، وأهمية سلوك التعاطي، وتركَّز الحديث في الفصل عن دور الأسرة لإنجاح معالَجة المتعاطي؛ مثل:
• دور الأسرة في إقناع المريض في المُثول للعلاج.
• أهمية التزام الأسرة بأسلوب العلاج والالتزام ببُنوده.
الفصل السابع: عن المَحاضِن الأسرية، وبدأ الفصل بدراسة أسباب التعاطي؛ حتى يمكن الاسترشاد بها في أسلوب معالجة المتعاطي بدءًا من:
• الأسباب العائدة للفرد المُدمن.
• الأسباب التي تعود للأسرة.
• مسؤولية المجتمع.
ثم تحدَّث الفصل عن:
• دوافع إقامة المحاضن الأسرية.
• المحاضن الأهلية.
• الأُسس السليمة لبناء الأسرة.
• البيئة الأسرية المُضطربة.
• تعامل الأسرة مع المدمن.
• مُشكلات العلاج الأسري.
كيف تتعامل الأسرة مع المدمن:
ولا بدَّ من الإشارة إلى أن الإحصائيات أكدت أن المدمن الذي يَحصُل على مساندة أسرية صحيحة يكون معدَّل تعافيه أعلى بكثير من غيره.
كيف يتمُّ العلاج:
إن هناك عناية خاصة بمَن ابتُلي بهذا الداء لمُساندته وانتشاله من مأساته ومعالجته، باعتباره مريضًا ويحتاج إلى علاج، وذلك على النحو التالي:
1- إذا كان لدى المدمن استِعداد للعلاج فيُمكِن حُضوره للمجمع بنفسه أو بمرافقة ذَويه أو زملائه ومُعالجته عن طريق المجمَع دون التعرُّض له من قبل جِهاز مكافحة المخدرات.
2- إذا كان المريض يرفض العلاج فيُمكن لذويه تقديم طلب رسمي إلى إدارة مكافحة المخدرات أو أحد فُروعها في الدولة بطلب علاجه قسرًا، وسوف يتم إحضاره من قِبَل إحدى فِرَق المكافحة الذين يَرتدون الزى المدني بالتنسيق مع ذويه وإخضاعه للعلاج قسرًا وبسرية تامة، وهذا يمثل أحد صور التعاون والدعم من الدولة تجاه مُدمني المخدرات، ولصالح الأسرة المنكوبة.
الخاتمة والتوصيات:
هكذا ظهرت لنا طرق وأساليب علاج مدمني المخدرات وما يُشكِّله ذلك من عبء على الأسرة والأهل، سواء الأب أو الأم أو الأخوات والأصدقاء، كما ظهَر لنا قيود انضمام المدمن إلى أيٍّ من مراكز العلاج، سواء الحكومية أو الخاصة أو التابعة لمُنظَّمات المجتمع المدني، وما يُمثِّله ذلك من معاناة إذا كانت هذه المراكز بعيدةً عن أماكن سكن هذه الأسرة الذي يوجد مُدمن بين أفرادها.
ونتيجةً لمعاناة هذه الأسرة اتَّجهت نِسبة كبيرة منها إلى إقامة حَضانات أسرية في منازلهم في مُحاوَلة منها في تحقيق أفضل وأنجح الأساليب في مُعالَجة المريض، خاصة وأن وجود الأهل والأصدقاء المقربين إلى قلب المريض يُمثِّل عاملاً مساعدًا في سرعة وتحقيق علاج ناجح.
يستطيع كل مَن تَعاطى المُخدِّرات أو أدمنها أن يتوقَّف عن التعاطي وحده أو قد يَحتاج إلى برنامج علاجي كامل، وتُعتبَر الفترة التي تلي العلاج الدوائي وانتهاء أعراض الانسحاب من الإدمان أهمَّ فترة يجب التخطيط لها؛ حتى يصل الناقهون من الإدمان إلى المعافاة الكاملة حماية لهم من شبح الانتكاس والعودة للإدمان.
والادمان على المخدرات ليس فقط مرضًا ولكنه نمَط حياة، وأولئك الذين قرَّروا الإقلاع عن الإدمان والعودة إلى الصحة النفسية فإنهم كالمُهاجرين من مجتمع إلى مجتمع آخَر داخل نفس المدينة والمكان، فالتوقُّف إذًا ليس فقط التوقُّف عن تَعاطي عقار أو مخدر ولكنه تأقلم جديد لحياة جديدة في مجتمع الأمل والاطمِئنان بعيدًا عن مجتمعهم الماضي.
إنهم يَحتاجون إلى التوجيه وإكساب خبرات جديدة وعلاقات جديدة تُساعدهم في النجاح للهِجرة من مجتمع الإدمان المُظلِم إلى مجتمعهم الجديد الذين يَنشدون فيه الاطمئنان والمساعدة والأمان، ولا شك أن الأُسرة ستكون أكثر الأفراد إخلاصًا في مُباشَرة وتقديم المساعدة للمريض حتى يتمَّ الشفاء.
إن أول شيء يواجِه الناقهين من المخدرات هو:
1- الرغبة في العودة لها، وذلك الشعور يستمر معه لمدة عدة أشهر بعد العلاج، ذلك الإحساس والرغبة في العودة للمُخدرات هو نتيجة لتعوُّده لمدة طويلة عليه وتعوُّده على مصاحبة مجموعة من أصدقاء ومجموعة من الأماكن التي كان يَذهب إليها، وهو يَحتاج للإرادة حتى يؤثِّر في هذه المجموعات لا أن يتأثَّر بها مرة أخرى.
والشيء الآخَر هو احتياجه إلى مجموعة من العلاقات الاجتماعية السوية التي تُساعده على النُّضوج، وتُساعد إرادته في النمو وتُقوِّي من عزيمته، غير أنه كثيرًا ما يَخشى هذه العلاقات الجديدة لخَوفه من مَعرفة الناس أنه كان مدمنًا، ولاحتياج الصداقة الجديدة للمُصارحة بماضي الإنسان فإن هذه الصداقات الجَديدة تُسبِّب له القلق والتوتُّر وتدفعه بعيدًا عن تكوين علاقات جديدة مع أفراد أصحاء.
2- مشاكل التأقلُم مع الحياة واكتساب طرُق جديدة للإشباع بعيدًا عن المخدرات، وهذه تحتاج منه إلى تعلم أنماط جديدة من السلوك وتحمُّل ظروف الحياة، والتأقلُم مع المشاكل ومُواجهتها، وفشله في ذلك سوف يجعله يشك سريعًا في قدرته على الاستمرار نظيفًا من المخدرات خاصة أنه يَفقِد الكثير من المزاج والمرح الذي كان يَحصل عليه مع هذه المخدرات، مما يجعل رؤيته لما يدور حوله رؤية غير مُمتعة في أول الأمر، ويَحتاج لبعض الوقت للتأقلُم مع هذه الأحداث.
3- وفي خلال هذه الفترات الأولى من التأقلُم وتعلُّم أنماط جديدة من السلوك فإن حدوث آلام أو مشاكل أو توتُّرات شديدة مع عدم اكتمال تعلمه للصبر عليها وطرق التخلُّص منها، والسلوك السليم في مواجهتها، فإن هذه الآلام والمشاكل والصِّعاب قد تدفعه إلى الإحباط واليأس والعودة للإدمان مرة أخرى، مما يَستلزم مُساندته والوقوف إلى جواره.
4- هناك أيضًا الحاجة لعلاقات جديدة تَدفعه إلى الاعتماد على النفس أكثر من اعتماده على الآخَرين، ومن اعتماده على المخدرات، غير أن ذلك يَحتاج للوقت ويأتي ببطءٍ ويَحتاج لفترة طويلة وصبر وإصرار.
5- كما أن علاقات ذلك الشخص بعد تركِه للمخدرات مع أصدقائه والمحيطين به تتعرَّض لمشاكل كثيرة نتيجة لتركه لرفقاء السوء ونظرته الجديدة لهم، مما يدفع بهم إلى الهجوم عليه في مسيرته الجديدة بهدف تحطيمهم لثقتِه في نفسه وفي قدرته على الاستمرار بعيدًا عن المخدرات، مما قد يؤثِّر في مسيرته؛ حيث تكون شخصيته هشةً في هذه الفترة بالإضافة إلى ضغوط الأهل (أب وأم وزوجة وأبناء) فتتجمَّع هذه الضغوط لتؤثِّر في مسيرته إلى الصحة النفسية والنضوج.
6- ثم هنالك توفر المخدرات إما من الأصدقاء، أو من زملاء العمل، أو كهدايا تقدَّم له للضغط عليه، ولذلك فإن تعلُّمه أن يقول (لا) للمخدرات هو عامل أساسي في التحسُّن؛ ذلك أن تعاطيه لجرعة جديدة من المخدرات بعد علاجه – أيًّا كانت جرعتها وظروف تلك الجرعة والضغوط حولها – قد تؤدي إلى انتكاسة تُعيده بعنف للمخدرات.
كل تلك المؤثِّرات بالإضافة إلى ما قد يتعرض له المدمن من مشاكل دراسية أو مشاكل في العمل والحياة مع الوالدين والأسرة والزوجة قد تؤثِّر عليه تأثيرًا سلبيًّا مؤدية به إلى احتياجه إلى المزيد من جهد الآخَرين مُعالِجين وأصدقاء وأُسرَة ومُجتمَع كبير لمساعدته في المرور بمرحلة النقاهة من المخدرات بسلام، حتى عودة إلى الحياة المطمئنة السعيدة.
إن مجرد الرغبة في الخُروج من المخدرات قد لا تكون كافية في مواجَهة هذه المشاكل، بل إن الإصرار والصبر هو الحل الوحيد؛ ذلك أن الانتكاس مرة أخرى إلى المخدرات يؤدي إلى فقده الثقة في نفسه، وألمه الشديد لفشله في مواجهة هذه المشكلة، وآلام الأسرة لذلك، وآلام الأصدقاء وآلام المعالجين أنفسهم، ولذلك يجب أن تكون فترة ما بعد العلاج من الإدمان على المخدرات هي فترة اهتمام قُصوى من الأسرة والأصدقاء والمريض نفسه، وأن تكون “لا” للمخدرات هي إصرار وعزم؛ لأن الانتكاس يُفقِد الآخرين الاهتمام به، ويؤدي بهم إلى اليأس منه فتقل مساعدتهم له، وتزداد مشاكله مرة بعد أخرى.

لذلك يتَّضح أن أفضل أساليب العلاج هي الحَضانات الأسرية ودورها فى علاج الادمان إذا استطاعت الأسرة أن تُحقِّق ذلك بإمكانياتها الذاتية.

المصدر :

اسباب فشل علاج الادمان

اسباب فشل علاج الادمان

 

1- لابد بعد ذلك أن يكتمل العلاج ببرنامج للتأهيل النفسى المدروس والجاد والذى يعد وفقا لحالة وظروف كل مدمن ليساعده على الضبط الذاتى والبعد عن أسباب الادمان والتوافق مع المجتمع ومواجهة ضغوطه واغراءاته .. واكتساب الثقة بالنفس والقدرة على تحمل الظروف الصعبة
2- أن العلاج والتوعية عن طريق الترهيب بقصص ونصائح يضر اكثر مما يفيد , فالمدمن لايسمع ولا يهمه إلا اللذة الفورية المباشرة ….
3- المدمن لا يقرأ ولايشاهد النصائح المطبوعة أوالمنشورة عبر وسائل الاعلام والتى تتكلف اللآلاف والملايين ويعتبرها نوعا من المبالغة والنصائح الساذجة المدفوعة الآجر…
4- عدم وجود علاج نفسى عائلى يعالج الصراعات والمشكلات والامراض النفسية بين أفراد العائلة , ويعيد إلى الأسرة التماسك الوجدانى والعاطفى ويساعد افرادها على علاج مشكلاتهم ويدربهم على اكتساب الوعى والمهارات لمساعدة الفرد المريض على مواجهة اليأس والاحباط والفراغ والتخلص من أصدقاء السوء وتعديل الأفكار الخاطئة عن الادمان والسلوكيات المؤدية إليه..
ومراقبة النواحى المالية وتصرفات المريض للحصول على المال ..
5- تدريب افراد الاسرةعلى الاكتشاف المبكر لعلامات الادمان وبوادر الانتكاس .
6- تساهل بعض الاطباء والصيادلة فى صرف المؤثرات العقلية بجرعات كبيرة خاصة ان بعضها من مشتقات البنزوديازبينز مثل الروهيبنول والفاليوم والموجادون وغيرها يؤدى إلى الادمان اذا استخدم بجرعات عالية لفترة تزيد عن الشهر .
7- توفير فرص للشباب للعمل وعدم البطالة وممارسة الانشطة والهوايات ,والتعبير عن آرائه بدلا من الثقافات المثيرة السطحية التى تحض على الادمان وممارسة الغرائز , وحمايتة من مشاعر الاغتراب وتدريبه على علاج الذاتى للقلق والاحباط وسرعة الغضب والانفعال التى تدفعة للهروب من الواقع الى الادمان .
أو التطرف
8- ادراك عدة حقائق هامة تخدع الكثيرين وتؤدى الى فشل علاج الادمان ..
من أهمها ان علاج الادمان ليس – كما ذكرنا – فى سحب العقار من الجسم ولا فى توقف المدمن عن تعاطيه ..
فكل ذلك لا يمثل إلا مرحلة اولى لاتكتمل إلا بعلاج الاسباب الأعمق لان الادمان عرض مثل ارتفاع درجة الحرارة ..
أما السبب الكامن فهو اضطراب التفكير والسلوك والمفاهيم ومعاناة المريض من مرض نفسى لم يعالج ( كثير من المدمنين يعانون من قلق مزمن أو اكتئاب او اضطرابات فى الشخصية او مشكلات حادة ويلجئون للأدمان كنوع من العلاج الذاتى الخاطئ ).
9- ضعف ايمان المتعاطى , ووجود ضغوط ومشكلات مزمنة وانعدام الوعى والحب والصداقة المخلصة والعلاقات الوجدانية الناضجة التى تأخذ بيد المتعاطى لحظة ضعفه وألمه وقبل سقوطه في هاوية الأدمان .
المصدر :

تعريف الادمان

تعريف الادمان

لا يقتصر على المخدرات بل يتجاوزها إلى الطعام والإنترنت وبعضه يمارس من دون قيود يعتقد البعض أن المدمن هو من يتناول المحظورات من كحوليات أو خمر أو مخدرات، لكن الحقيقة تُبدو خلاف ذلك، فمع دخول الألفية الجديدة أصبحت هناك أنواع أخرى من الادمان، ظهرت في المجتمعات وانتشرت بين الشباب، وهي تمارس بحرية تامة وتحت أنظار المسؤولين وبرضا أولياء الأمور مثل الادمان للطعام أو الإنترنت أو العاب الفيديو أو حتى التسوق وليس فقط

الادمان على المخدرات…..

وهي أنواع جديدة من ، قد يبدو الحديث عنها للوهلة الأولى غريباً مليئاً بالمغالاة والمبالغة، إلا أن واقع الأمر يشير إلى معاناة أهالي هؤلاء المدمنين المهووسين بواحد من هذه الأنواع من الإدمان..وصعوبة معالجة إدمانه.
وحتى كلمة «إدمان» فقد اختلف على تعريفها العلماء، فالبعض منهم يصر على أن هذه الكلمة تنطبق فقط على المواد التي إذا تناولها الانسان فإنه لن يقدر على الاستغناء عنها، وإذا استغنى عنها فإنها تسبب له حدوث اعراض الانسحاب لتلك المادة، إضافة إلى مشاكل بالغة يتعرض لها لاحقاً، وبالتالي لا يستطيع أن يستغني عنها مرة واحدة، بل يحتاج إلى برنامج للإقلاع عن تلك المادة باستخدام مواد بديلة وسحب المادة الأصلية بشكل تدريجي كما هو الحال في أغلب حالات المخدرات.

تعريف اخر للادمان

هو عدم قدرة الإنسان على الاستغناء عن شيء ما، وحاجته المستمرة للمزيد منه كي يشبع حاجته منه حتى يؤثر ذلك على حياته الشخصية.
وعليه أصبح هناك من يسمون بمدمنى الطعام، ومدمني…. الخ. وسرادمان الطعام مثلاً، يرتبط بمادة «دوبامين Dopamine »، وهي المادة التي أثبت العالم السويدي «أرفيد كارلسون» الحاصل على جائزة نوبل للطب لعام 2000، أنها من الناقلات العصبية neurotransmitters التي تحمل الرسائل الكيميائية بين خلايا المخ التي يزيد عددها عن 100 مليار خلية.
وتعتبر مادة دوبامين المحرك الأساسي لحالات السرور الإنساني، فتنقل الشعور بالبهجة والسعادة الناتج لأسباب عديدة، منها تناول وجبة طعام لذيذة مثلاً أو نوع محدد من الطعام.

مراحل علاج الادمان

المراحل العلاجية لعلاج الإدمان على المخدرات

1.     علاج أعراض الانسحاب
2.     مراكز إقامة كاملة وتنقسم الى :
§   مستشفى قسم خاص
§   مجتمع علاجى ( مبدأ )
§   مجتمع علاجى دينى
§   دار تعافى يطبق برنامج الـ 12 خطوة
3.     العيادات الخارجية المكثفة / العادية
4.     مجموعات الدعم وأهمها مجموعات الـ 12 خطوة
5.     البدائل: الميثادون و البيوبرينورفين
6.     الكبسولة ( الريفيا )
أولاً : علاج أعراض الإنسحاب
علاج أعراض الإنسحاب يتم فى بداية العلاج وهو هام وأساسى لكنه غير كافى، هو فقط مرحلة سحب للمخدر من الجسم  تتراوح مدة علاج أعراض الإنسحاب بين 5 الى 10 أيام  بالنسبة للهيروين والبانجو والحشيش تكون فترة العلاج خمسة أيام أما فى حالة الكحول والعقاقير المخدرة يحتاج العلاج لمدة أطول حوالى عشرة أيام مع وجود رعاية طبية بسبب خطورة أعراض انسحاب المادتين.
ثانياً : مراكز الإقامة الكاملة
§   مستشفى قسم خاص
الإقامة فى المستشفيات النفسية يجب أن تكون داخل قسم خاص للعمل على مراحل علاج الإدمان ومن غير المفيد أن يبقى المدمن مع المرضى النفسيين الآخرين ويكون العلاج فعال فى حالة وجود أنشطة علاجية مختلفة وعدم الإكتفاء بالعلاج الدوائى فقط ويجب أن تمارس هذه الأنشطة يومياً , و لأوقات و نوعة مناسبة وتتضمن  :
-         مجموعات علاجية يقودها معالجين مدربين على العلاج الجمعى
-         جلسات فردية
-         برنامج علاج معرفى سلوكى ( منع الإنتكاسة )
-         علاج بالعمل / علاج بالرياضة / علاج بالفن / علاج بالشعر
§   مجتمع علاجى ( مبدأ )
وهو مكان للإقامة الكاملة للمدمن يقضى به فترة طويلة للعلاج تصل الى 12 شهر يعتمد على وجود مبدأ محدد مثل مبدأ البصلة ويعنى ان الإنسان يشبه البصلة يظل يرفع الطبقات الخارجية عن شخصيته ويسمح للآخرين أن يدخلوا الى أعماقة ويعرفوه كما هو، يعتمد هذا المجتمع على العلاج بالعمل بشكل اساسى كما يعتمد فى العلاج على مجموعات المواجهة العنيفة. ولكى نطلق على المكان اسم مجتمع علاجى يجب أن يحتوى البرنامج اليومى على أنشطة علاجية لمدة من 6 ـ 8 ساعات يومياً.
§   مجتمع علاجى دينى
هو أيضاً مكان إقامة كاملة للمدمن ويستمر البرنامج لفترة طويلة 12 شهر وهو برنامج دينى يعتمد على الدراسات الدينية والوعظ مع وجود فترات العمل و يجب أن يحتوى البرنامج اليومى على أنشطة علاجية لمدة من 6 ـ 8 ساعات يومياً،  هذا المجتمع العلاجى لا يطبق برنامج الـ 12 خطوة لكنه قد يشجع العملاء على حضور مجموعات الـ 12 خطوة خارج المجتمع العلاجى.
§ دار تعافى يطبق برنامج الـ 12 خطوة
هو مكان به إقامة كاملة يطبق برنامج الـ 12 خطوة ويحتوى أيضاً البرنامج اليومى على أنشطة علاجية من 6 ـ 8 ساعات يومياً، يقوم بالعمل فريق علاجى من  المدمنين المتعافين والمهنيين وتكون النسبة المثلى 60 ـ 80 % مدمنين متعافين و 20 ـ 40 % مهنيين  و يستحسن أن تكون السلطة مقسمة بينهم  وهذا الشكل يحقق أكبر النتائج فى التعافى، يطبق المدمنين برنامج الـ 12 خطوة داخل هذا المكان مع وجود مشرف مسئول عن متابعة المدمن اثناء العلاج ومساعدته فى تطبيق الخطوات ويجب أن يكون هذا المشرف مدمنا متعافيا قد طبق الخطوات من قبل، ومدة الإقامة فى هذا البرنامج من 3 ـ 6 أشهر .
وأحياناً تطبق الخطوات من منظور دينى مسيحى أو إسلامى وفيه يتم تعريف القوة العظمى حسب كل دين.
برنامج الـ 12 خطوة هو من أكثر البرامج فاعلية والإستمرار فى مجموعات الـ 12 خطوة يوفر متابعة طويلة المدى ومجتمع جديد صحى ينتمى اليه المدمن المتعافى.
كذلك هناك عدة عناصر يجب توافرها فى الأماكن العلاجية لرفع نتائج التعافى كما جاء فى دراسة قام بها العالم ( Moos ) وهى كالآتى :
1.     وضوح البرنامج
2.     تقديم الدعم والإهتمام
3.     الإندماج ( عدم الملل ) أن يكون البرنامج حيوى وجذاب
4.     الإهتمام بالمشاكل الشخصية مثل الإهتمامات بالعلاقات / المشاكل الجنسية
5.     المشاكل العملية ومساعدته فة الإلتحاق بعمل أو دراسة و المشاكل القضائية….وهكذا
6.     النظام والنظافة
7.     سيطرة العاملين على سير البرنامج لكن بدون إشعار العملاء بالسيطرة
8.     التلقائية
9.     الأستقلالية
10. التعبير عن الغضب
ثالثا : العيادات الخارجية المكثفة / العادية
§ العيادات الخارجية المكثفة هى أماكن يتلقى فيها المدمن خدمات أثناء اليوم ولا تتطلب الإقامة.  والرعاية المكثفة تتطلب من المدمن قضاء 8 ساعات يومياً داخل العيادة الخارجية لمدة 3 ـ 6 أيام أسبوعياً وتمارس خلال هذه الساعات الأنشطة العلاجية ما بين الجلسات الفردية / المجموعات العلاجية / ودروس منع الإنتكاسة
كما أثبتت الدراسات أن الجلسات الفردية التي تطبق دروس منع الإنتكاسة على المدى الطويل تأتى بنتائج تعافى بنسبة 28,9 % إذا سبقها إقامة كاملة فى مكان علاجى لمدة شهر
إذا امتزجت ببرنامج الـ 12 خطوة تأتى نتائج تعافى بنسبة 62 %
برنامج الـ 12 خطوة وحدة يحقق نتائج تعافى بنسبة 49 %
العيادات الخارجية العادية تمارس نفس الأنشطة لكن يحتاج المدمن للتواجد 2 ـ 3 مرات أسبوعياً فقط
العيادات الخارجية مناسبة فى مرحلة التعاطى أو الإدمان البسيط او المتابعة، أما مراكز الإقامة الكاملة تحقق أكبر النتائج بالنسبة للإدمان المتوسط والشديد.
تبعاً لدراسةDARP والتى طبقت على 44000 مدمن :
المجتمعات العلاجية فعالة كإضافة هامة لبرامج اخرى والعلاج بالبدائل فعال و لكن بشروط.
رابعاً : مجموعات الدعم وأهمها مجموعات الـ 12 خطوة
احدى طرق العلاج هى أن يحضر المدمن مجموعات الـ 12 خطوة ويقوم بتطبيق البرنامج بدون الإقامة فى مجتمع علاجى لكنه يتعافى فقط من خلال حضور المجموعات وتطبيق البرنامج مع وجود مشرف  يساعده فى تطبيق الخطوات وبرنامج الـ 12 خطوةمدمن متعافى أيضاً يوفر للمدمن مجتمع جديد صحى ينتمى اليه  والأخصائى لا يستطيع أن يمارس الخطوات مع العميل لكنه يستطيع أن ييسر له الأمر حتى يستطيع حضور الإجتماعات وذلك عن طريق تعريفه على يطبق برنامج الـ 12 خطوة.
وقد أثبتت الدراسات نتائج التعافى عند تطبيق برنامج الـ 12 خطوة كالآتى :
-         10% ممن حضروا مجموعات الـ 12 خطوة امتنعوا عن التعاطى على المدى الطويل
-         50 % ممن حضروا المجموعات حضور مستمر لمدة سنة ممتنعين عن التعاطى مدة من 5 ـ 7 سنوات
-         85 % ممن حضروا المجموعات لمدة 3 سنوات مستمرين فى التبطيل
خامساً : الميثادون
هو مادة مخدرة ويستخدم كبديل للهيروين لكن إذا تم أخذه مع تقديم إرشاد نفسى ثم تحويل على علاجات أخرى يكون ذلك مفيداً والعكس أيضاً إذا تم إستخدام الميثادون فقط فهذا لا يعتبر علاجاً فعالاً
سادساً : الكبسولة ( الريفيا )
هى كبسولة توضع تحت الجلد تجعل المدمن لا يشعر بأى نشوة عند التعاطى ولا يحدث له أى تأثير نتيجة تعاطى المادة المخدرة ولكن من أخطار إستخدام الكبسولة أن يأخذ المدمن كمية كبيرة بهدف الحصول على تأثير فيتعرض لزيادة الجرعة والتى قد تؤدى الى الوفاة.

الادمان فى مصر

الادمان فى مصر
أكدت الدراسات أن نسبة الإنفاق على المخدرات في مصر تتعدى 26 مليار جنيه وأن نسبة المدنين في المرحة الإعدادية حوالي 22% ونسبة تعاطي المخدرات بين الأصدقاء 82% وفي السيارات 49% و 40% في الحفلات و 25% في الحمامات و 15% في النوادي الليلية .
وطبقاً لتقرير الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات لعام 2006 يتراوح عدد مدني الهيروين في مصر من 20 إلى 30 ألف شخص و 96% من المدمنين هم
شباب .. ونسبة المدنين بين سن 20 إلى 40 سنة تتعدى 76% وما يقرب من نصف المدمنين لم يسبق لهم الزواج….

الادمان فى مصر – الحشيش

ظل الحشيش لسنوات طويلة هو العقار الأكثر انتشارا وقبولا بين المدمنين في مصر حيث كان يأتي مهربا أليها من أماكن مختلفة من أهمها لبنان (فرج 1980) وطبقا لتقارير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات فان الكميات المضبوطة من الحشيش بدأت في التراجع منذ عام 1986 ، ولكن واكب ذلك النقصان زيادة في الكميات المضبوطة من عقار آخر وهو الهيروين
لقد اجتاحت مصر موجة من تعاطي الهيروين في عقد الثمانينات حيث كان هذا العقار منتشرا بين الشباب في النوادي الاجتماعية الكبرى وبين بعض طلاب الجامعات ،بل امتد الى بنات المجتمع المصري الأرستقراطي ، ولم يكن يعلم أحد منهم مدى خطورة الهيروين (أبو ذكري 1998) وفي إحدى الدراسات المصرية وجد أن عدد المدمنين قد زاد بشكل ملحوظ في عقد الثمانينات مقارنة بعقد التسعينات ، وتعزى هذه الزيادة الى ظهور أنواع جديدة من الأفيونات مثل الهيروين ولذلك كانت نسبته صفر% في الفترة من سنة 1972 الى سنة 1976 ، بينما يمثل 5736% في الفترة من سنة 1982 الى 1986 (عبد الجواد 1999)
العوامل التي ساعدت على انتشار الهيروين في الثمانينات :
لقد ساعد على انتشار الهيروين في ذلك الوقت الكثير من الأسباب نذكر منها :
سهولة تهريبه عبر المطارات والمواني حيث كانت تهرب البودرة بين طيات الحقائب أو في لفائف يبلعها المهربون أو يحفظونها في أماكن حساسة من أجسادهم سهولة تعاطيه شما وحرقا وحقنا في أي مكان وفي أي وقت مع عدم وجود رائحة أو آثار تدل على تعاطيه سرعة ودرامة تأثيره مع ميل المدمن للانسحاب والانزواء والسلبية ،وربما يرى المدمن هذه الصفات الهروبية وسيلة أمان في المجتمعات الشرقية التي تعلى من قيمة الطاعة العمياء وتعتبر المبادرة والإيجابية تجاوزا للحدود توفر الأموال في أيدي بعض الفئات التي أثرت نتيجة التحولات الاقتصادية
وجود بعض العوامل السياسية الخارجية التي سهلت زراعته وتهريبه مثل الحرب ايران والعراق والحرب بين أفغانستان والاتحاد السوفيتي ، واضطراب الأوضاع في باكستان ، فقد ساعدت هذه الاضطرابات على زيادة نشاط العصابات التي تقوم بزراعة وتهريب هذا المخدر في هذه الدول الهيروين نهاية المطاف الادماني:
وعلى الرغم من شيوع استخدام الهيروين بشكل واسع في عقد الثمانينات ألا أن الدراسات المختلفة (أبو المجد 1987 وفهمي 1989) وجدت أن غالبية
المدمنين يستخدمون أكثر من عقار ومع هذا فان مدمن الهيروين حين كان يصل في نهاية مشواره الادماني الى الهيروين فانه غالبا ما يتوقف عن تعاطي العقارات الأخرى ويكتفي بالهيروين ، وقد جعل هذا العديد من الباحثين يعتبرون أن الهيروين هو نهاية المطاف الادماني
صعوبة الدراسات الإحصائية وعدم تكامل الجهود الوقائية والعلاجية 0 وقد واجهت الباحثين الكثير من الصعوبات أثناء محاولتهم التعرف على أبعاد مشكلة
المخدرات في مصر حيث يصعب جمع المعلومات بدقة في مثل هذه الموضوعات التي تحمل وصمة اجتماعية ودينية خاصة في مجتمع ذي خصائص خلقية ودينية مميزة وكان لغموض رؤية المشكلة الادمانية الادمان فى مصر له أثر كبير على جهود مكافحتها حيث اقتصرت على جهود متفرقة بعضها حكومية وبعضها خاصة ينقصها التكامل والتنظيم انحسر استخدام الهيروين في عقد التسعينات ، ويمكن أن يعزى ذلك الىعدة عوامل منها جهود الإدارة العامة
لمكافحة المخدرات ، والعقوبات المشددة ضد المهربين والموزعين (عبد الجواد 1999) والحملات الإعلامية المكثفة (أبو ذكرى 1998) وغلاء ثمنه Elroey 1997) وضعف الحالة الاقتصادية ، وسوء سمعة الهيروين نظرا لما يحدثه من تدهور صحي وأخلاقي سريع للمدمن الادمان فى مصر – البانجو :
مع الأسف فقد استبدل الهيروين بالبانجو في عقد التسعينات حيث يزرع البانجو في وديان سيناء ويهرب من السودان ،وقد أدي هذا الى تغير نمط تعاطي المخدرات في مصر وحديثا أعلن مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات أن البانجو تنتشر زراعته في الأماكن الصحراوية وسط الجبال البعيدة والتي يصعب الوصول أليها بوسائل النقل المعتادة ، ولكن يمكن الوصول أليها فقط بواسطة الهليكوبتر 0 وقد أعلن أيضا أن 75% من قضايا المخدرات في المحاكم تتعلق بالبانجو وحده وهي تصل الى 26 ألف قضية ضبط فيها 29 الف شخص  وقد قدرت كمية البانجو التي ضبطتها الشرطة في مصر في عام 1996 ب 7 طن ، وزادت هذه الكمية الى 31 طن في الشهور الست الأولى من عام 1999 على الرغم من الجهود الهائلة للسيطرة على انتشار هذا المخدر (عبد الجواد 1999) اذن فمع انحسار الهيروين بدأ أن هناك مخدرا جديدا يدق أبواب كثير من شباب مصر والعالم العربي وهو البانجو ، فقد أصبح هواية الكثير من الشباب وهو سهل الحصول عليه
ويتصور الشباب أنه لا يسبب الادمان ، ولا خطورة منه على الإطلاق ويعتقدون أن لفائفه أقل ضررا من الحشيش وهو سهل التناول حيث تلف أوراقه الجافة في الورق على شبه مخروطي يسمى الصاروخ ويدخنه الشباب كما يدخن السجائر(أبو ذكري 1998)
ما هو البانجو :
وللبانجو أسماء مختلفة مثل “الماريوانا” “والتكروى” والكيف “والجنزفورى ” وهو القمم المزهرة التي تقطف من أعلى شجرة ” القنب الهندي” ثم تجفف في الظل وتصحن في شكل بودرة غير ناعمة تتكون من الزهر والأوراق الصغيرة والفروع الرقيقة والبذور والمادة المخدرة في الماريوانا أو “البانجو” تساوي حوالي 2% من الوزن الكلي (الزهار 1998) أما الحشيش فهو عبارة عن مادة سمراء اللون تفرز من خلال سيقان وفروع نبات “القنب الهندي” وتبقي هذه المادة على شكل كتل صغيرة معلقة بالسيقان والفروع تجمع بعدة طرق وتضغط في شكل قوالب سمراء اللون أو بنية تسمى الحشيش ، والمادة الحية في هذه الطريقة تعادل 10% من وزن الحشيش وهي تزيد عن خمس مرات من المادة الحية لنفس الوزن الذي يعادله من البانجو (الزهار 1998)
الحشيش الكيف
والمادة الفعالة ” سواء في الحشيش أو البانجو) تعتبر عقارا ذا سمات فريدة ، حيث يصعب تصنيفها بدقة من الناحية الفارماكولوجية وذلك نظرا لتنوع تأثيراتها ، فهي تحت الظروف المختلفة يمكن أن تكون منبهة أو مسكنة أو مهلوسة ، وهذه المادة تسمى ” تتراهيدر وكانابينول” ( THC) وتختلف فعالية العقار تبعا للنبات الذي أخذ منه ، وتلعب العوامل الوراثية دورا هاما هنا 0 والحشيش القوي عموما ينمي من البذور والتي تحتوى هي ذاتها على تركيزات عالية من التتراهيدر وكانا بينول ،ويزرع النبات من البذور المناسبة في معظم الأحوال المناخية 0 ويحضر من النبات أشكال مختلفة بأسماء مختلفة مثل الماريوانا والحشيش
الادمان بـ  مصر – العقاقير الصيدلانية :
يبدو أن البانجو وحده- رغم انتشاره ورخص ثمنه – لم يكن كافيا لملأ الفراغ الذي تركه الهيروين لذلك انتشر تعاطي الكثير من العقاقير الصيدلانية في فترة التسعينات وبهذا تفاقمت مشكلة الادمان بواسطة الأدوية التي تصرف من الصيدليات بوصفة طبية أو بدونها
وقد تبنت منظمة الصحة العالمية (قسم شرق البحر الأبيض المتوسط) دراسة ميدانية عام 1996 طبقت في الإسكندرية لتقييم نمط صرف الأدوية من
الصيدليات أما بوصفة طبية أو بتوصية من الصيدلي أو بتحديد دواء معين بواسطة العميل ذاته وقد تم من خلال الدراسة فحص عملية صرف الدواء في 25
صيدلية في أماكن مختلفة بمدينة الإسكندرية حيث تمت زيارة لكل صيدلية مرتين وفي كل مرة كانت مدة الزيارة عبارة عن ساعتين ولذلك لجمع المعلومات عن الأدوية المنصرفة وقد أفادت النتائج أن 1174 منتجا دوائيا قد تم صرفهم خلال الدراسة وأن 28% فقط من هذه الأدوية كانت عن طريق وصفة طبية في حين أن 72% قد صرفت بدون وصفة طبية (17%) منها كانت بنصيحة من الصيدلي).
وشمل هذا البحث كل أنواع الأدوية ووجد أن 45 دواءا كان عبارة عن مركب يتضمن 5 مكونات فأكثر منها مضادات الحساسية والزانثينات والافيدرين والمسكنات وطاردات البلغم والستيرويدات وموسعات الشعب .
وكانت هناك 10 مستحضرات تحتوى على الفينوباربيتون 0 ومن الملاحظ أن اساءة استخدام هذه الأدوية شائع بين المدمنين فهم يتناولون مركبات الكحة التي تحتوي على الكودايين من بين مكوناتها الأخرى 0 كما يشيع أيضا سوء استخدام الادوية المؤثرة على الجهاز العصبي المركزي مثل المهدئات والمنومات ومركبات البنزوديازيبين ومضادات الاكتئاب والمطمئنات (عبد الجواد 1999) وقد شاع بشكل خاص استخدام حقن النوبين وهي من المستحضرات التخليقية التي تؤثر على مستقبلات الأفيون .
وكانت تأتي مهربة من ليبيا عن طريق الصحراء الشرقية بكميات كانت تغمر السوق المصري ومن أكثر الأدوية المستخدمة الكودافين والترونكولاز والتوسيفان والتوسيلار والباراكوديين (البارا) والسومادريلو الكوميتال والروهيبنول (صليبه) والريفوتريل (ريفو – صليبه) والأبتريل والأموتريل والباركينول والايفانول والريبانول والفاليوم الخ)
وربما كان قبول المدمنين للأدوية ذات الشكل الصيدلاني يرجع لسببين) :
أولاهم: أن المدمن يعتقد ( او يبرر لنفسه) أن هذه أدوية طبية مصرح بها من السلطات الصحية وهي محضره بواسطة الأطباء لكثير من المرضى ، أذن فهي ليست مخدرات بالمعنى التقليدي
ثانيهما: أنه يشتريها من الصيدلي وليس من تاجر المخدرات وهذا يجعله أقل عرضه (على نظره) للمشكلات القانونية الناجمة عن التعامل مع تجار المخدرات التقليديين ،
وعلى الرغم من محاولات السيطرة على التجارة غير المشروعة للأدوية الصيدلانية عن طريق بعض الصيادلة الا أن هذه المحاولات لم تفلح في ضبط صرف الأدوية إضافة الى رفض الصيادلة للضوابط التي حاولت النقابة وضعها على عمليات استيراد الدواء وتوزيعه ، وقد رضخت النقابة في النهاية لضغوط الصيادلة ، وربما حفاظا على أصواتهم الانتخابية وهكذا استمر ضخ الأدوية المؤثرة على الجهاز العصبي في المجتمع المصري ، وتحول بعض الصيادلة الى تجار مخدرات وتحولت بعض الصيدليات الى ما يشبه الأوكار ، وساهم في ذلك ضعف الرقابة وضعف العقوبات وقد سمح تنوع الأدوية الصيدلانية ورخص ثمنها النسبي بدخول عدد هائل من الشباب من مختلف الأعمار والمستويات الاجتماعية في عالم الادمان ، ولا توجد حتى الآن إحصاءات دقيقة تبين حجم مشكلة المخدرات في مصر